14.7.07

تقرير صحيفة أمريكية عن خلافات آل خليفة.. ورؤاهم المختلفة عن وضع الشيعة

نشرت صحيفة (لوس انجيليس تايمز) الأمريكية تقريراً مفصلاً في 7 يوليو الجاري عن رؤى قيادية داخل العائلة الحاكمة في البحرين، ولمس التقرير في أغلبه جوانب حقيقية مخفية عن العامة، إذ بين الخلاف القائم بين رئيس الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد وبين ولي العهد الشيخ سلمان حول إصلاح الوضع الإقتصادي والمعيشي، إذ لا يرى الأول أية منفعة للإصلاح إذا شمل الطائفة الشيعية بعد طغيان المساحة الطائفية البغيضة على قلبه الأسود، ولكن في المقابل يوجد قيادات في العائلة لا ترى مانعاً من إعطاء الشيعة بعض الحقوق في ضل رقابة عالمية على البحرين في ضل الوضع المآساوي القائم.
ولا مانع لو صدقنا بقوة وجود الخلافات الإستراتيجية داخل العائلة بعد ان كانت في السابق مجرد إشاعات تثار بين الحين والآخر وتلحقها تكذيبات وشكوك.
وعن تقريب التيارات السنية من الأخوان المسلمين وثق التقرير هذا الجانب بقوة إذ بين أن حالة من الذعر أصابة العلمانيين والليبراليين الذين كانوا يمسكون بمفاصل الدولة وبعض الوزارات والسلطات في الفترة السابقة، ولكن تخلٍ من السلطة العليا عنهم وجدوا أن مكانهم ملأه الأدنى منهم في نظرهم، ولا يخفى أن هذين التيارين ندين مخاصمين يود أحدهم لو يفتك بالآخر كل لحظة.

7/7/2007
خلافات استراتيجية داخل الاسرة الحاكمة في البحرين

القى بعض اعضاء الاسرة الحاكمة في البحرين ثقلهم وراء المتشددين من الجماعات الاسلامية السنية وبعض هؤلاء يشبهون في توجهاتهم تنظيم "القاعدة"، في محاولة لمواجهة التهديد المتصور من المواطنين الشيعة، وذلك بحسب ماذكره مسؤولون في الحكومة وكذلك بعض الناقدين.
وقد كشف النقاب عن هذه الاستراتيجيه تقرير لمستشار حكومي في العام الماضي، و كشف ذلك عن انقسام داخل الأسرة الحاكمة ال خليفة بين جناحين، احدهما يؤمن بالمصالحة مع المحرومين الشيعة الذين يشكلون اغلبية المواطنين، وجناح آخر يرى ضرورة قمع التطلعات الشيعية، حتى لو كان ذلك يعني دعم جماعات سنية تستلهم ايديولوجيات مشابهة لاسامة بن لادن.
وقال مسؤول حكومي وهو من الاسرة المالكة "ليس هناك من شك ان لدينا داخل الاسرة اتجاه متشدد، ولكن هناك ايضا المعتدلين الذين يؤمنون بأن التماسك بين المواطنين هو السبيل للمضي قدما". وقال المسؤول انه يعتبر نفسه من المعتدلين ، وطلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسيه الموضوع.
اعضاء العائلة المالكة لايظهرون خلافاتهم امام الجمهور، ويقول المحللون انه نادرا ما تناقش الخلافات داخل الاسرة، لكن البحرين صغيرة ، وغنية بالنفط، وسكانها يبلغ عددهم 750،000 شخص ويتواجد فيها الاسطول الاميركي الخامس، ومع كل ذلك فان وضعها متعثر بسبب التوتر الطائفي الذي يتأثر بما يجري في منطقة الشرق الاوسط، اذ ينظر االشيعة الى خارج البحرين، وبعضهم يتأثر بالصلات الدينية والثقافية مع إيران، بينما ينظر السنة المهيمنين على السلطة ويتأثرون بالسعودية. التزاوج بين الطائفتين أصبح نادرا، والشيعة والسنة لديهم أسماء مختلفة ويتكلمون لهجات عربية مختلفة.
ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة ، 37 عاما، خريج الجامعة الاميركية في واشنطن وجامعة كامبردج في انكلترا يقود جناح المعتدلين، الذين ركزوا على ايجاد فرص عمل لشباب البحرين باعتبارها أفضل وسيلة لدرء التوترات الطائفية، بينما يقود وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن احمد ال خليفة المتشددين. ولايعرف أحد ايهما يؤيد الملك حمد بن عيسى ال خليفة ، الذي يمسك بيده السلطة النهائية.
وقال احد المحللين، طلب عدم ذكر اسمه، "وزير الديوان الملكي يدعم السنة المتشددين وهم يدعمونه، وهي لعبة شديدة الخطوره لانهم يسيرون في طريق زلق" .
ان السنة المتطلرفين في البحرين يعتبرون اقل حدة بالنظر الى غيرهم من المقاتلين في فى العراق ولبنان وأفغانستان، وهو امر تقره حتى المعارضة. وقال احد متشددي السنة انه يرحب بوجود القوات العسكرية الامريكية والبريطانية في البحرين اذا كان ذلك سيحد من النفوذ الايراني في الخليج.
مع ذلك فان العلمانيين والشيعة البحرينيين اصيبوا بالذعر ازاء نمو الاصولية السنية، المتمثلة بالشخصيات المتحالفة مع الاخوان المسلمين او الجماعات الاكثر تطرفا، والذين اصبحت لهم اليد الطولى في وزارات الاعلام والمالية واجزاء كبيرة من العسكريين. وتقول جماعات حقوق الانسان ومنتقدي الحكومة ان المؤسسات المالية والخيرية الاسلامية الغنية قد نمت مع عودة الاموال العربية من الولايات المتحدة واوروبا بعد تزايد الاحداث عقب 11 سبتمبر، وتدفق المال من الغرب الى الخليج. وأعطت المؤسسات الخيريه الاسلامية قوة للجماعات السياسية السنية المتشددة ، مع تشجيع الحكومة.
وقد شبه بعض النقاد مايجري في البحرين بما جرى مع الجماعات السنية التي حصلت على دعم الولايات المتحدة والسعودية في افغانستان خلال الثمانينات اثناء الاحتلال السوفياتي. وشبه ابراهسم شريف السيد، عضو جمعية العمل الوطني الديمقراطي ، وهي مجموعة معارضة علمانية، شبه الموضوع بانه "فرانكشتاين سعودي". وقال "ان مانراه هو نفس اللعبة التي حدثت من قبل، اذ يستعينون بالمتشددين ويعتقدون انهم يستطيعون السيطرة على الاسلاميين".
ويخش النقاد ان تتحول البحرين وهي بلد الاعتدال نسبيا الى معقل لرجال الدين الذين يمجدون الحرب المقدسة كما حدث في نماذج سابقة. الصحف المتأثرة بالاسلاميين زادت هجماتها القوية والمناهضة للامريكيين، ومثال ذلك اخبار الخليج التي تطلق لقب "شيخ" على اسامة بن لادن، وهذا اللقب عنوان للشرف.
وقد تمكن اثنين من الشخصيات السنية المثيرة للجدل في الولايات المتحدة من اللجوء الى البحرين والعمل فيها، وهما وجدي غنيم الذي كان يرأس مسجدا في "اورانج كاونتي" واشتبهت السلطات الامريكية بانه يلقي خطبا تدعم المنظمات الارهابية ، واعتقل في تشرين الثاني / نوفمبر 2004 للاشتباه في تجاوزه قانون التأشيرة الامريكى ؛ وصلاح سلطان ، الباحث الاسلامي. وقال احد الصحافيين الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام "كل اسبوع يظهر الشخصان على شاشة التلفزيون ليرشدوا للناس كيف يحصلون على النظافة الدينية والورع".
ظهرت المعلومات الاولى عن دعم الحكومة للمتطرفين السنة في تقرير أعدده مستشار الحكومة السابق صلاح البندر العام الماضي ، وفصل فيع الروابط بين مسؤولي النظام والمتشددين كجزء من خطة لسحق تطلعات الشيعة. و ازدادت خشية السنة من الغالبية الشيعية بعد الاحداث في العراق، حيث الشيعة امسكوا هناك بسلطة الحكم الذي كان في السابق بيد الاقلية السنية.
ومع ان البحرين مغمورة بالثروة، الا انها ليست محصنه ضد العنف الطائفي والسياسي. ويقول الشيعة انهم ظلوا لعقود ممنوعين من الحصول على أي شيء من ثروات البلاد والفرص، و المناطق الشيعية غرب العاصمة المنامة تميل الى الفقر وهي معطلة. وقد انتقد مراقبون مستقلون الحكومة بانتظام لانها قوات الامن مملوءة بالموظفين من غير البحرينيين من السنة. وقد انفجر الغضب والاستياء في السبعينات. وفى عام 1981 ، قامت مجموعة من البحرينين الشيعة ، يزعم انها كانت مدعومة من عناصر في ايران بمحاولة لقلب النظام الملكي. وحدثت مواجهات عنيفة بين الشيعة وقوات الامن في اواخر التسعينات، نتج عنه نفي رموز من الشيعة.
كثير من السنة يرون في الشيعة في البحرين بانهم طابور خامس لايران. وقال النائب السني الذي يوصف بانه متشدد، محمد خالد "السنة والشيعة جميعا في نفس القارب، ولكننا لن نسمح لأحد ان يقود القارب. ولن نقبل أي تدخل خارجي ، ليس من الامريكيين او الايرانيين".
الكثير من الشيعة في البحرين لديهم علاقات جيدة مع الحركات الشيعية المزدهرة في جميع انحاء الشرق الأوسط، والمنازل والسيارات الشيعية مزينة بملصقات للقائد اللبناني الشيعي الشيخ حسن نصر الله ؛ رجل الدين العراقى اية الله العظمى علي السيستاني ؛ والزعيم الاعلى الايرانى على خامنئى.
لقد اطلق الملك حمد خطة للمصالحة والاصلاح الديموقراطي عندما صعد الى العرش في عام 1999 ، لكن الكثيرين يقولون انها قد توقفت الان جزئيا بسبب مخاوف من ان اعطاء الشيعة حقوقا من شأنه ان يفتح الطريق امام استيلاء ايراني على الجزيرة، اذ كانت ايران تدعي السيادة اكثر من مرة في السابق.
المعتدلون في الحكومة، بمن فيهم ولي العهد، يقولون بان الاصلاح الديموقراطى والفرص الاقتصادية سوف تكون أكثر فعالية في اكتساب الشيعة وابعادهم عن التأثير الايراني. وقال المسئول المعتدل "المتشددون لم ينجحوا، انهم لم يحققوا سوى شيء واحد، اذ اصبح كثير من الناس ضدهم".

8.7.07

لهاث وراء الحياة.. وركون لـ عفطة العنز



هذه هي الدنيا.. ببساطة ولا أقل.. ليست أكثر من مجر ماء مالح آسن كلما شرب منه الضامئون ازدادوا عطشاً.. لا شئ يستطيع أن يشبع هذا اللهاث الحقير وراءها، مجرد عاهرة فاجرة لا تملك خلاً ولا صاحب
كثيرة مكدراتها، قليل ما يسعد فيها، والعجب كل العجب ممن يجري وراءها، كم تكسبنا شقاء وتعب ونصب، وفوق كل ذاك، لازلنا نلهث بأمل كريه بغية الحضوة بشئ من فتاتها
يالتعسها وبؤسها، كبرنا وكبرت آمالنا، وكبرت ذنوبنا والأخطاء، ولا أجمل من طفولة تشع براءة دون كدر
لازلت أتذكر.. حينما كانت أمي تحثنا للذهاب للمسجد لتعلم الصلاة، كم كانت سعيدة تلك اللحظات.. كانت أجمل ما مرت على ذاكرتي الخائنة، كنا صغاراً.. ولكن.. ملكنا قلوباً صفاء نافسنا بها نقاء الفرات.. مجرد أن نسمع صوت المؤذن الحاج محمد جعفر يحث سماعة المسجد لإعلان وقت الطاعة للمعبود، كانت أرواحنا مرحة بالكاد يمر ما يكدرها.. نركض أنا وأخي.. وخلفنا الشمس وقد أختفت وراء منزل الجيران..
نلف الحارة بيتاً بيتاً بسعادة غامرة، كلاً منا يحجز ركناً في المسجد لأداء صلاته، طاهرة أرواحنا.. لا تملك حقد ولا رجس ولا دنس، لابد وأن يمر ذاك الشعور الطاهر على أطفال اليوم، أتمنى ألف مرة لو أعيش لحظة من لحظاته، سأتلذذ به حتى الثمالة.. ولا شئ أروع
أتذكر جيداً ذلك الصبى العفيف.. لحظات مرت.. جل همي فيها أن لا يسبقني أحد في الطاعة.. يا إلهي.. مالذي جعل النفس هكذا... إلهي مالذي تغير... آآآه
جلست ذات مرة أبكي على قبر عمتي الطيبة.. كنت أملك 15 عاماً مليئة بالحكايات.. جلست أبكي بحرقة ليس حزناً على عمتي التي كنت فارقتها منذ شهرين.. لكن على تعاسة الدنيا وما احتوت.. لحظة لؤم من أحدهم تكفي لأن تجعلني أتنهد حتى الصباح.. أفكر كثيراً بمآلنا.. بما سيؤول له وضعنا.. كان الكبار حينها ينصحونني بعدم الغوص في تلك اللحظات لأنها حسب تعبيرهم أكبر من سني
لا أعلم.. لكني لم أملك إلا أن أعاند تلك الكذبة التي لم أصدقها يوماً.. لا شئ كبير.. ولا شئ أكبر من إرادة.. كنت أفهم الأمور وفق هذا التشخيص، إذ لن يكون شئ كبير طالما هناك من يركب الصعاب ويعتلونه..
جلست ذات ليلة كئيبة في المقبرة الموحشة حسب أهل القرية.. وحيداً.. والليل قارب على إنتصافه.. الناس تدثروا والصغار في آحلامهم.. إلا أنني كنت جالس بين قبرين عزيزين.. كنت أفكر بعمق كبير أعترف أنه كان أكبر مني.. ولكن لم أملك أن أتخلى عنه.. فكرت ليلتها بهدف الحياة.. ومصيرنا.. وحياتنا.. وما نملك أن نفعل وما يجب أن لا نفعل.. ساعتين كاملتين.. أكثر أو أقل بقليل.. قلبت منحى حياتي تماماً.. تكون لي شعور بعدها يرجف بدني بحق كلما يمر بي.. لا أستطيع وصفه.. ولكنه شعور أعتقدت أنه من الله!!-
لحضات عصيبة تمر علي كلما خالجني ذاك الشعور.. شئ من تعلق بالله وشئ لإنتهاء من الدنيا.. وزاوية لإستصغار الحياة.. وأخرى لتقزيم الآدميين وأنا منهم.. كلنا سواء لا شئ أكبر من شئ.. كلنا عيال الله.. بيد الله مآلنا وإليه المصير.. بيده دنيانا المحدودة.. الدنيا (الممر) ولا مستقر.. وماذا بعدها؟؟ لا نملك أنفسنا.. لا أحد يملك ذرة من جسمه.. جبناء ضعفاء.. جئنا من عدم ولو أراد الله لأحالنا لنسي منسيا
إذاً.. لماذا الغرور والظلم والإعتداد بالنفس.. لماذا الجحد والعصيان.. لماذا التمرد السلبي على أوامر المعبود.. لماذا ولماذا ولماذا؟؟ أسألة عصفت بذهني حينها وأحالتني لدمعة غزيرة بللت بها خداي الصغيران..
لم أستطع كتم الشعور الجميل والعذاب في آن واحد.. طلبت أحد الأساتذة يوماً.. جلست على عتبات قرب منزلهم أنتظره.. كنت للتوا خارجاً من المسجد.. حين رجع لمنزلهم ورآني جالساً أتاني يسألني مقصدي.. أردت أن أشرح له ما يخالجني ولكن دمعاتي لم تكتف بالنزول بل حولت صوتي لحشرجات لا تفهم.. ولو لم أبكي لا أعتقد أنني سأستطيع أن أشرح له..
وبعد السنون التي عقبت.. وبعد تجارب حلوة ومريرة في الحياة.. جلست مع مسؤولي بالعمل لأفاجأ بشدة انه يملك شعوراً مشابهاً.. وفي لحظة مصارحة على وقع رشفات شاي العامل سمير، كان يحدثني عما أسماه الحياة الزبالة.. وانتهاء لذائذ الدنيا.. لا لذة فيها والله لا لذة
كان يتحدث.. وكنت أتذكر كلام الأمير (عليه السلام)، (دنياكم هذه لا تساوي عندي عفطة عنز).. سلام الله على أبا الحسن.. دنيا بأبراجها المشيدة وبطواغيتها وفقراءها وكل ماتحمل لا تساوي لدى من عرف الله أن ترجع النز رجلها وتثير شئ من الرمال والغبرة..