26.2.07

قماشة سوداء مخملية !! ماذا تعني؟



العاجزون عن فهم الكرامة، والتائهون عن معنى العزة، يحتاجون بشدة وفاقة كبيرة لأن يتلمسوا حقيقة المحافظة على "مايحمي الكرامة" ، فكما يقال ان مقدمة الباطل تعني باطل !!ـ
.
لا أريد أن أتفسفط! ولكن أعجبتني الصورة القابعة هنا بالجانب، فهي تشعرني بمزيج متعدد من الإحساس لا أفهم جله، شئ من الكرامة وشئ من التمرد على مفاهيم المجتمع وشئ من العزة والإباء.. وشئ من محاربة النفس والهوى،، وأمور كثيرة لا أستطيع التعبير عنها!؟
.
مالذي يمكن أن تمثله قماشة سوداء توضع على الرأس وتغطي مفاتن الجمال لدى المرأة؟
مجتمعات تعيش فتياته حالة من التباهي اللا متناهي لجمالهن إن كن يملكنه أوربما لا يملكنه، لسبب واحد وهو إشباع مجموعة غرائز كامنة في نفس بشرية حقيرة تستهوي التمرد السلبي على أوامر المعبود ـ
.
مايمكن التعبير عنه في وصف الحالة البحرينية أو "البحرانية" على وجه الدقة في هذا المجال هو أن فتياتنا أصبحن يتراجعن بإحتراف يشهد له من وضع الستر والعفاف إلى وضع التفاخر بمفاتن المرأة وعوراتها!!ـ
حاولت التعبير عن الوضع البائس لمجتمعنا في الناحية الأخلاقية بمصطلحات غير تلك التي دأبنا على سماعها وقرائتها عن الستر والعفاف، ولكن وجدت نفسي لا أجيد أن أفهم إلا هذه اللغة العميقة والدقيقة، فليس لمصطلح آخر أن يعبر عن وضع راقي وعظيم تحمله المرأة في سترها إلا أن يقال "عفاف"، ولا يمكن أن يفصل هذا المعنى عن الحالة الجمالية الحقيقية لدى المرأة.
.
سؤال يتبادر لذهني أحياناً، ماهي مقومات النجاح في لبنان مثلاً والتي تجعل من مجتمع أشبه بالمبتذل -ككل- إلى التحول لمجتمع متستر وعفيف كما تشهده الفتيات في جنوب لبنان وأغلب مناطقه بالتحول إلى إرتداء "العباءة الزينبية".. حالة فريدة تحتاج لدراسة مقوماتها فعلاً، فما يحصل لدينا هو النقيض التام لما يحصل لديهم .. !ـ
.
هذا ودعائي وبكائي لأن تدوم العباءة في البحرين ولو بعد أن تحولت الحالة الطبيعية هي "أقل عفافاً" بعد أن كانت "أكثر عفافا".. ـ

سأبكي تحت الباب بحرقة !!؟


فعما قريب

سأحتضن الباب العظيم

وسأبكي بحرقة وتقطع

سأفيض بعيني أنهار الحزن

وسأموج في بحر المعزين..

.

عما قريب

ستلمس رجلي تراب أرض

كنت ولا زلت أسجد عليها

أرض مقدسة

"فلو أسطيع أعبرها على رمشي"

.


سأمشي على قلبي

فليس لرجلي أن تحط على تلك الأرض الطاهرة

سأمشي على عيني

وأخط في الباب الكبير

أنت يامولاي

أنت الحب الغزير

.
من الأيام العشرة تلك
تعلمنا يامولاي
دروس لازلنا نجهل جلها

فكرامتي وإبائي

وسعادتي وشقائي
وسجادتي ودعائي

تمنيت

لو أسطيع المكوث لديك

أتقطع قرب بقائك

أمرغ فنائي قرب دوامك

لو أسطيع

أن أحبوا كمثل العشاق

على يدي

وأشم الترب الذي عليه أحبوا

وأنادي بعظيم غمي

أنت أبي أنت أمي

ياحبيبي ياحسين

.

.

إلى الأشقاء العرب وغير العرب.. أيها الحضور الكرام..

أعلنها لكم.. لست خائفاً ولا متراجعاً ولا مترددا

أنا المدعوا "بحراني متمرد" أعلن لكم أنني بعد أيام قلائل -إن شاء الله- مسافر

عنكم إلى أرض تسمى "كربلاء".. وأسألكم براءة الذمة

22.2.07

! تــــأملات مقـــــــاتـــل.. أرجوك إزأر






ماذا أصابك سيدي!؟
ياصاحب العمامة البيضاء!ـ
.
هل تعبت؟
قل لي بربك.. ؟
هل أخافوك؟؟
ألست من كان يحسب لخطواتك ألف حساب
ولكلماتك الهادئة.. المتحشرجة
كانوا يترصدونها
يلاحقونها...
يترقبون همسك الحسيني
يتوعدون بالفتك بك
.
سيدي....؟
ماعهدتك فيهم هكذا
إزأر.. قل لهم من أنت
أدر رأسك الشامخ.. في مجلسهم
ليروا نور الحسن
وقبله الحسين
وربما يعود الحسين!ـ
.
قل لي سيدي...
هل بردت؟
أم هل أصابك شيئ من ضجر
.أين زأيرك؟
أين صوتك الهدار؟؟؟؟؟
إصرخ ...
ماكان العهد منك هادئاً في وجوههم.
.
لا تستكن..
تأملاتك هذه تخيفني..
بل تقتلني
.
أهذا أنت فعلاً يا أبي
يا وحدة الشعب
يا أملنا.. بكم نتأمل شئ من كرامة
فإستعيدوا لنا شئ من حقوقنا المهدورة..

إكتشاف جديد لحاسة تتعلق بالكرامة


بالأمس القريب، قام المبدع المتألق وصاحب المخيلة الواسعة، وصاحب الجلالة والعظمة، سعادة فخامة سمو "بحراني" بإكتشاف عظيم لم يسبقه له أحد من الجن أو الإنس ـ
.
هذا الإكتشاف يحمل وجوه عدة، ولكن له نشوة عجيبة غريبة هي نشوة الكرامة ـ
فقبل أيام تعرفت على أحد الأشخاص ممن أترفع عن ذكر صفاته ذميمة كانت أم حميدة، وكعادتي التي دأبت عليها وأسأل الله متخشعاً راجياً تائباً مسكيناً مستكيناً أن يخلصني منها.. عادة وصفها لي الآخرون قبل أن أشخصها في نفسي - لكي لا يقال غرور- هي أني أضحي وأخلص للآخرين أكثر مما يضحون لأجلي بكثير، ولم أتذكر في أيام حياتي أنني لاقيت أحداً يستطيع أن يعطيني بقدر ما أعطيه.. !ـ
.
بعد هذه المعرفة الوليدة والتي لم تدم غير شهر واحد لا أكثر، أشعرني هذا المخلوق الهجائي بنية مقصودة أو لا انني مطعون في كرامتي ولو بنسبة قليلة، لا ولم ولن أطق أبداً أن استشعر ان يطعنني احد في كرامتي، ولا يتصور أحدهم انني اقصد بالكرامة هنا العرض او غيره من الامور الخطيرة..
ليس الموضوع اكثر من تفريط من قبل جنابنا في قضية العزة، لا أطيق أبداً أن يتقصد أحدهم الإستهزاء بي عن طريق عدم الرد على مكالماتي مثلاً، فلن يكون مصيره كما صاحب المثال غير حذاء يدوسه إن كان لا يملك عذراً عما بذر منه...ـ
فأوقات وجهد الناس ، وإهتمامهم ليس بذلك الهوان لكي يتصور احدهم ان مجرد عدم الرد على الهاتف بتعمد سيحول بالقضية إلى إصلاح وصلاح.
رسالة اوجهها لهذا الشخص تحديداً إن سولت له نفسه أن يدخل هذه المساحة وأعانه حظه العاثر على قراءة هذه الكلمات، رسالتي هي ان دوام الحال من المحال، ومعزة العزيزين يمكن ان تكون عداء.. فالتحول من الود إلى العداء ليس صعباً إن مهدت له أمور سخيفة تمس ذات شخص مفرط في عزة النفس ـ
.
نعود للإكتشاف بعد توضيح الحادثة، الإكتشاف ربما يكون قديم أو مجرب من قبل البعض، ولكن ما اضنه انه لم يكتب بلغة علمية كما سأكتبه الآن..!ـ
جرب أن يهينك أحد الذين تودهم، وإنقلب من إنسان مود إلى غير ذلك في دقائق، وإستشعر أن من يستهزء بمشاعرك هو أقرب لأن يداس عليه بالنعل.. صدقني ستشعر بنشوة عجيبة غير آنية، تدوم لك ما بقي الترفع عن سخافات الآخرين باقياً...ـ

17.2.07

بحراني شقي




لا أعلم مايصيبني أحياناً، ولكن كل الذي أعلمه أنني أحتاج بشدة لأن أفرغ هموم تثقل كاهلي إن لم أفرغها فستصيبني بشئ يذكرني بخرطوم ماء جاءه الدفع على حين غفلة فأخذ يطشر يميناً ويساراً كالمجنون...!ـ
عندما أصاب بمثل هذه الحالة أحاول جاهداً إخراج نفسي من قوقعة المكان الذي أنا فيه وأنطلق بعيداً بواسطة إختراع يسمى هاتف أحياناً، وأحايين أخرى بواسطة إختراع إبتكره لي أحد الأصدقاء يسمى "نتح"...!ـ
.
على كل حال,, هذه الأيام تصيبني بإضطراب نفسي وجسدي لا أعقل كيف أتصرف معه..
فمن جهة حالي الوظيفي وما يشهد في مرحلة حساسة وحرجة سترسم مسقبل أجهل ظروفه، ومن جهة أخرى دراسة لا يتقبلها مزاجي اللعين...ـ
بعد أيام قليلة لدي إمتحان أهملته في موعدة فجاء لي مباغتاً طالباً وصالي.. وأنا المسكين لا أعلم ماسيصيبني حال وصاله، أأتركه أم أرتبط به.. كلاهما نار وأشد الحالات نار هي الخيارات المستقبلية المحيرة.
لا أنصح أحد بأن يشقى بشقائي.. فحال "بحراني شقي" مثلي لا يعجب البحرانيين جميعهم، فمن يتحمل أن يحمل على ظهره جبل هم وجبل "دين" وجبل طريق وظيفي يعلم أوله ولا يعلم آخره، وطريق دراسة متعبة للمتعلم ، فكيف بي وانا صاحب "البلاوي" الزرقاء والحمراء..!ـ
.
سأمشي بطريق الشقاء
لآخر اللقاء..
وسأرتقي الخطر
فلا يروق لي أن أجبن
حال الشقاء أرحم على نفسي من حال الركود..

16.2.07

حشرجات صحفي متدرب

الصحافة بما لها وما عليها.. عالم يروق لبعض "الأشقياء" ويكرهه آخرون !ـ
.
منذ أشهر قلائل.. إتخذت قراراً أعلم بعض مما سيحملني هذا القرار وأجهل كثيراً مما يخفي لي.. دخول مخلوق مثلي لهذا العالم أعتقد سيتعبني أكثر من غيري، لأسباب عدة
ولكن هذا العالم سيروق لي..
لأني أكره وبشدة أن أعمل "ماكينة" في مصنع أو موظف في وزارة أو شركة ينظر لي كما ينظر للأجنبي، يقيم المجتهد كما العيار
صعوبات الصحافة بدأت من أول لحظة إتخذت فيها القرار
ولكن,, أشعر أن إرادتي بالخصوص في هذا الجانب "جبل".. كما هي الصحافة تحمل صعوبات، فأنا الشقي سأكون صعب التنازل
.
من خصائص هذا المجال انه "أهوى" كثير من الأخوة بعد أن كانوا أصحاب مبدأ صاروا يراعون غير المبدأ، كما حال المناصب وغيرها.. والشهرة .. فالصحافة ببساطة هي إبتلاء قاسي يجرد المخلوق من أوهامه ومراعاة المخلوقات ويجعله أمام الله أعزل.. وخلفه الشيطان.. إما أن يكمل المسير لله بخطى صعبة قد تكلفه الكثير.. وإما أن يستدير ليحتضن الشيطان ويمشي معه لليسير..!ـ
.
.

13.2.07

بلــــدي المخصي

تعرفون بيت القصيدة الذي يختزل معاني "بطة الجبد" والقهر والضجر ويحدث عن ضياع الوطن لدى إدارة فاسدة رأسها أعور أعوب أحول لا يفهم لغة يخاطب بها شعبه ولا حتى بطانته
.
وطني أيها الأرمد ترعاك السما ... أصبح الوالي هو الكحال فإبشر بالعمى
.
.
.
اليوم أصبت بداء التذمر بشده.. من وضع البلد البائس.. ولم أجد نفس إلا وأن أردد
.
وطني أيها المخصي ترعاك السما
.
هل يصح فعلاً أن نطلق على الوطن "مخصي"؟؟
لا أعلم..
ولكن كل الذي أعلمه
أن حالة الرمد هي حالة مؤقتة.. تستدعي علاجاً معيناً بواسطة الكحل بعدها يتم الشفاء
ولكن وطننا الحبيب.. هل هو أرمد أم مخصي
الجواب إذا حددنا أن علته "مستديمة" أم مؤقتة
.
منذا سنوات طوال عجاف مرت.. ولم نلحظ تغير في علة هذا الوطن الشقي
وعلته على مايبدوا ستكون طويلة الأمد
علة دائمة باقية
على مر السنين والأيام
.
لو كان وطننا أرمد.. ماكان علاج الكحل يحتاج غير وقت محدود
ولكن وطننا خصي يوم "أحمد الفاتح"..ـ
من يومها وهو يعوي ويأن .. وهو ممسك على خصيتيه
.
لك الله ياوطني

! بحرانــــي منقـــهر

أيوجد شيئ في "المملكة الدستورية" يجعلك تنبسط وتشلخ فمك ضحكاً "من قلب" على مراد نلته أو بغية توفرت عليها!؟
لا أعلم، ولكن تلك الحالة اللعينة لا تلبث أن تعود إليّ، كنت أمقتها حين أراها في أشخاص آخرين، ولكنها مرض معدٍ خطير يفتك بالبشرية، ولو نظرت للمرض من ناحية آيديلوجية لن تراه غير عذاب إلهي ألم بنا يوم عقرنا الناقة أو يوم كذبنا الرسل والأنبياء...ـ
.
رسل القوم هؤلاء كانوا يدعون لله ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً ليتوب "البحارنة" عن جرمهم وجريرتهم ولكنهم معاندين وكافرين لا تستطيع لو رجعت لأصولهم لن تراهم غير "صفويين" معادين للحكم ويخططون للإنقلاب عليه في كل "عزية"
.
هذا المرض العضال يسمى "التذمر" ، إن أصاب أحدهم فسيأخذ بالتذمر من كل شيئ يراه أو لا يراه، حتى من نفسه ستراه يتذمر..
.
بالأمس رأيت أحد الأشقاء المصريين -لا أعلم هل تحول فيسولوجياً لبحريني أم لا- يحطم ويلطم ويتشكى ويتلوى ولو رأيته ستهون عليك مصائبك .. وستنسى مشاكلك المالية..
أو المشاكل المهنية..
والمشاكل المعيشية
والمرضية
وكل داء يصيبك لا تعرف له حل ولا علاج
.
ستهون عليك مصائب الدنيا، وفي لحظة ما،، ستشعر أنك تريد البكاء بشدة من فرط ما سمعت ورأيت من أمر هذا الأخ البحريني المتهم بتهمة مجافية للحقيقة أن أصوله تعود لجمهورية لا جمهورية تدعى "مصر الشقيقة"..ـ
.
بعد أن شرح حاله ولم يبقي أحداً في القاعة لم يخبره برزيته... لمح قنينة الماء على الطاولة من بعيد
مشى إليها مشيته البطريقية بسرعة ودون إستئذان من صاحبها
عرض كرشه المتدلي أمامه بصورة أوضح
وأحنى خصره للخلف
ورفع يده حاملاً قنينة الماء إلى "بؤه" وأخذا يشرب ويخرج ذلك الصوت الكلاسيكي
أنزل القنينة فارغة
وسترى حينها أنه يملك منقارين وليس واحد، غير منقاره الأول في مقدمة أنفه ما إن يلمع الماء فوق "بؤه" سترى المنقار الثاني بارزاً من شفته العليا
يذكرني هذا المشهد بنقار الخشب في الرسوم المتحركة..
.
كل هذا وأنا واقف كالمدهوش، لا أعلم أبكي أم أصرخ بقمة حلقي وأستنزف كل طاقتي التي أهدرها يومياً على أمور تافهة، ربما بذلك لو واسيت هذا الرجل
وددت حينها لو أنبطح أرضاً وأتدحن بشكل دائري ومستقيم وعلى عرض الصالة، وأهز رجلي بشكل عمودي للأعلى والأسفل..
.
حين إستفسرت عن مأساة هذا الرجل لم تكن غير أن إدارة الهجرة والجوازات رفضت أن تعطي لزوجته التي جلبها تواً من بلدها - عفواً من إغترابها- إلى بلدها الحقيقي البحرين..ـ
.
يالهوان هذه الدنياااااااا.. ترددت في خاطري "يابلادي خيرك لغيرك".. وإبن البلاد متعب ويشقى .. يرجوا لقمة وقماشة يستر بها نفسه.. لله ذركم أيها "البحارنة"..ـ
.

12.2.07

ماذا لو تعريت !!!؟

جهاد.. شقاء.. عناء.. كفاح.. سفاح..
.
مالذي بإمكانه التعبير عن حالة الإنسان ومشاعره؟
.
ربما يتمكن أحدهم من وصف حاله وصفاً دقيقاً .. وربما مجزياً.. ولكن لا أتصور أن بإمكانه أن يوصفه وصفاً تاماً.. فالأحاسيس شيئ والكتابة بصفتها المادية شيئ آخر.. لا يستويان
.
إذاً.. فإذا أراد أحدهم أن يعبر عن شعوره فهو بحاجة لإعادة النظر فيما كتب والتدقيق فيه أكثر من مرة ليتأكد أن تعبيره يوصف شعوره بجوانبه المتعددة.. ومع ذلك .. قد لا ينجح
.
هناك طريقة غير الطريقة العادية التوصيفية للعبير عن الشعور، تذكرون ذلك الرجل "البحراني" المسكين الذي خلع ثيابه كاملة بعد أن أطلق العنان لسيارته تسير لوحدها ونزل في الشارع "زط" يركض بطريقة جنونية
.
!..كان هدفه التعبير عن الشعور
.
بصراحة، أعجبني هذا الرجل بكل معنى الكلمة، تجرأ على التعبير بهذه الطريقة لأن حاله لا تقل معاناة عما سيلاقيه من ضحك الناس أو توبيخهم أو سقوط شخصيته أو أي شئ آخر
.
ماكان الرجل ليتحمل كل هذا العناء لولا أن جبل من الهموم والمآسي قد أثقل بها وتجرع شقاء "المملكة" الحبيبة لسبب واحد هو إنتماءه المشبوه والخطير لتنظيم "البحارنة" الإنقلابي على نظام الحكم الدستوري والشرعي ـ
.
تنتابني أحياناً لحظات هستيرية أرغب فيها بشدة في الصراخ أو العويل جراء هم أو وهم ألمّ بي، فلا أحبذ هذه الطريقة "التقليدية" ـ
حين أجلس وحيداً أنفث همومي على الساحل المثقل بهموم الناس عموماً و "البحارنة" خصوصاً (ساحل أبو صبح)، لا أخفيكم سراً أني أبطن نية التعري وسط الساحل، وددت لو أرمي كل ثيابي وأنادي كما نادى ذاك الرجل ـ
.
إييييه.. وربي.. لو خيرت فيها ما أخترت التستر، لأن الستر -على رواية معمر القذافي- عمل شيطاني إقترحه المجرم إبليس على أبوا البرية آدم وحواء !ـ
.
على طريقة ذاك الرجل المسكين سيكون النزول للشارع ذا معنى إيروسي في غطاء تعبيري، وأنا المسكين أتمنع التعري خوفاً عن الفضيحة وألا تشتغل عليّ ألسنة الناس بما أكره، فمن دون التعري لم أسلم، ماذا لو تعريت؟!!ـ
.
ماذا لو قسنا الوضع على لبنان، أي حلف سياسي شكل نزوله للشارع "تعرٍ" ولو على المستوى السياسي والأخلاقي، وأيهم كانت موانع تعريه تدفعه بإتجاه التعبير "المؤدب" بصبر وثبات؟!ـ
.
لكم الحكم.. ولكن.. إياكم والتعري

التمرد بصفته الحقيقية

التمرد بوصفه عامل نجاح حياتي يحتاج إلى إدراك فهمي وفكري وخاطري وإيديلوجي و كل مصطلحات "المثقفين" التي لم أتمكن من حفظها جميعاَ.. فهذا العامل إن جردت نفسك من كل أوهامك وخواطرك قبيحة كانت لا، فإنك ستتعرف على خطة حياتية تحول الفحم إلى ذهب.ربما بالغت قليلاً.. لكن.. كنت أسمع عن هذا المصطلح -ولازلت- كونه شبيه لإمرأة عاقر وفاجرة كلما أخلصت معها كانت النتيجة ضدك، قلت فلأجرب الإخلاص... !ـ
.
لم أرى أن الإمام الخميني "قده" كان بعظمة ثورته وفكره غير متمرد قاده تمرده على إطاحة أكبر نظام دكتاتوري، حتى على مستوى دوره الحوزوي مثلاً، كان الإمام أول المتمردين على الفكرة القائلة بأن "الفلسفة نجاسة" وكل من يعلمها أو يتعلمها أو يثبت تورطه بالتعاطي معها فهو فاجر مرتد كافر مشرك مستخف بالدين وعلومه.بعد أن شرع الإمام منهج التعاطي مع الفلسفة كونها مطلب ديني ودنيوي لا مناص منه في حلقات الحوزة في قم، وصل الأمر ببعض التلامذة وحتى المدرسين بمقاطعته، وذهبوا لأكثر من ذلك حينما كان كأس الماء الذي يشرب منه يكسر أو يرمى لأنه تنجس بنجاسة الفلسفة التي تعاطى معها الإمام -حاشاه عن النجاسة- هذا التمرد جعل اليوم من مدرسة الفلسفة وفق الرؤى الإسلامية مدرسة رائدة تشكل أبلغ المدارس وأعمقها في هذا المجال ـ
.
تمرد الإمام بعدها على النظام الديكتاتوري الشاهنشاهي، وتمرد على الرأي الجبان القائل بأن الخروج بثورة غير مجدٍ ولا نافع، حتى أن بعض الفقهاء أفتوا حينها بعدم جواز الخروج بثورة، ومقاطعة الإمام، وأرسل بعض العلماء للإمام أن إرجع عن أمرك "المتمرد" هذا لأنه –وفق تشخيصهم- سيسئ للمذهب والدين وسيفقد الإسلام أكثر مما سيعطيه، ولو كان غير الإمام في هذا الموقف لتراجع من أول لحظة، وأنى له ذلك وهو مؤسس مدرسة "المتمردين"..!ـ
.
إذا فالإمام "قده" قاد حركة تمرد متعددة وواسعة ضد أطراف عده، ولم يتجاوز في تمرده نفسه التي تمرد عليها وأعلن لها العصيان التام ووصل لما وصل وهو تارك لهواه..ـ
.
بعد كل هذا، لا يُـنكر وجود تمرد سلبي يعيشه بعض الأفراد بعقيدة تتنكر للدين وربما للدنيا، فوبال أمر أؤلائك إلى خسران مبين ـ
.
عيشوا التمرد بمعناه الحقيقي، صدقوني سترون أن الحياة بصعوبتها إجبارها على "قبض الجمر"، وبما يخفي من بلايا وأسرار، ستكون ممتعة مسلية ولكن ليست تسلية على طريقة التعامل مع "السهل" وتجبن "الصعوبة".. بل هي تسلية "صعبة" تعطي متعة في النجاح وتجريب الهمة وإعمال الإرداة..!

تقبلوا دعوة للتمرد