6.8.07

جبران.. ما أقوى ساعديك


عاد المشيعون وبقي حفار القبور منتصباً بجانب القبر الجديد وفي يده رفشه ومحفره، فدنوت منه وسألته قائلاً: أتذكر أين قبر فارس كرامة؟

فنظر إلي طويلاً ثم أشار نحو قبر "سلمى" وقال: في هذه الحفرة قد مددت ابنته على صدره، وعلى صدر ابنته مددت طفلها وفوق الجميع قد وضعت التراب بهذا الرفش

فأجبته: وفي هذه الحفرة أيضاً قد دفنت قلبي أيها الرجل... فما أقوى ساعديك

ولما توارى حفار القبور وراء أشجار السرو...

خانني الصبر والتجلد

فارتميت على قبر سلمى

أبكيها... وأرثيها


تلك كانت الخاتمة المتمرغة في أحضان الحزن للأديب الكبير جبران خليل جبران في روايته (الأجنحة المتكسرة)، ولم تلك الرواية غير تنهدات وغصص ألقتها صنوف الزمان على رجل توشى الشعر شعراً فتردى صريعاً في أحضان الحب الجليل.. أراني أقف مشدوهاً أمام رجل لو قرأت خطوط يراعه ألف مرة ماملت رغبتك في قرائتها لللمرة الواحدة بعد الألف،، وأمام أدبه تتصاغر الكلمات
فعلاً نهاية مبكية كما وصفها لي أحد الأشقاء.. ولم أراها غير ذلك

4.8.07

الذكرى العشرين للميدلاد العتيد


شاغبني صباح اليوم أصوات طير الكناري الذي أشتراه أخي حديثاً ولم يجد مكاناً له إلا قرب غرفتي، أستطعت بعد ساعة أن أنهض من الفراش متثاقلاً، مالجديد في هذا اليوم.. لا شئ
الحياة هي هي.. لا جديد فيها ولا قديم، كل أصبح يسعى لحاله وكأن الخلق لم يوجدوا أمماً ليتعارفوا..! لا شئ سيطرأ اليوم سوى أني تأخرت على عملي ولم يتصل المدعو أباندى مسؤولي في الجريدة
أما الجديد اليوم، فأثناء قراءتي للصحف المليئة بالأخبار المملة، لحظت في زاوية أحدى الصحف كتابة تخبر أن اليوم هو الرابع من أغسطس-آب، وهو جعلني أراجع ذاكرتي لأكتشف أن اليوم هو ذكرى مولدي العتيد
كان الأجدر بي أن أتهيأ وأتعبأ لأكون مستقبلاً ليوم يدخلني في عامي العشرين، إلا أني لم أكن أملك من الرقي والتطور كل ذلك، فلبست أبسط مالدي من ثياب وذهبت للعمل وحاولت تناسي هذه الذكرى
منذ أول ذكرى ميلاد، وحتى هذه الذكرى العشرين، لم يقم أهلي ولا أنا بعمل ما يسمى (حفلة عيد الميلاد)، لا أعلم ولكن ضننت في بادئ الأمر أني من الخلق المكتوب عليهم الشقاء والجد، إلا أني عدت أخيراً إلى يقين بأن حفلات عيد الميلاد أمر فرعوني.. لا يحبذ الإلتفات إليه
ماللناس ومالي.. وقد ملئت أعوامي تلك بأصناف التجارب اللعينة والحسنة، ولا زلت حتى اليوم أتذكر صباي العفيف لأستلهم منه شذرات الطهر، ومالذي سيستجد حين يبلغ أحدهم عاماً جديداً، فكل يوم محسوب على الآدميين بحساب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة عن الكبير

أستوقفتني أبيات لرهين المحبسين، فيلسوف الأدباء الشاعر أبو العلاء المعري حين يقول:

نَزول كما زال أجدادنا ..... ويبقى الزمان على ما ترى


إسترجعتني ذاكرتي للوراء لأتذكر ذكرى ميلادي الثامنة عشر، حين أتممت المرحلة الثانوية بما لها وما عليها، والآن بعد عامين مالذي حققه بحراني متمرد.. 

يكفي في هذا اليوم دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام حين قال بما معناه، اللهم أن كان عمري في طاعتك فزد فيه، وإن كان مرتعاً للشيطان فإقبضني إليك


تحياتي وأنا أبلغ العشرين

14.7.07

تقرير صحيفة أمريكية عن خلافات آل خليفة.. ورؤاهم المختلفة عن وضع الشيعة

نشرت صحيفة (لوس انجيليس تايمز) الأمريكية تقريراً مفصلاً في 7 يوليو الجاري عن رؤى قيادية داخل العائلة الحاكمة في البحرين، ولمس التقرير في أغلبه جوانب حقيقية مخفية عن العامة، إذ بين الخلاف القائم بين رئيس الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد وبين ولي العهد الشيخ سلمان حول إصلاح الوضع الإقتصادي والمعيشي، إذ لا يرى الأول أية منفعة للإصلاح إذا شمل الطائفة الشيعية بعد طغيان المساحة الطائفية البغيضة على قلبه الأسود، ولكن في المقابل يوجد قيادات في العائلة لا ترى مانعاً من إعطاء الشيعة بعض الحقوق في ضل رقابة عالمية على البحرين في ضل الوضع المآساوي القائم.
ولا مانع لو صدقنا بقوة وجود الخلافات الإستراتيجية داخل العائلة بعد ان كانت في السابق مجرد إشاعات تثار بين الحين والآخر وتلحقها تكذيبات وشكوك.
وعن تقريب التيارات السنية من الأخوان المسلمين وثق التقرير هذا الجانب بقوة إذ بين أن حالة من الذعر أصابة العلمانيين والليبراليين الذين كانوا يمسكون بمفاصل الدولة وبعض الوزارات والسلطات في الفترة السابقة، ولكن تخلٍ من السلطة العليا عنهم وجدوا أن مكانهم ملأه الأدنى منهم في نظرهم، ولا يخفى أن هذين التيارين ندين مخاصمين يود أحدهم لو يفتك بالآخر كل لحظة.

7/7/2007
خلافات استراتيجية داخل الاسرة الحاكمة في البحرين

القى بعض اعضاء الاسرة الحاكمة في البحرين ثقلهم وراء المتشددين من الجماعات الاسلامية السنية وبعض هؤلاء يشبهون في توجهاتهم تنظيم "القاعدة"، في محاولة لمواجهة التهديد المتصور من المواطنين الشيعة، وذلك بحسب ماذكره مسؤولون في الحكومة وكذلك بعض الناقدين.
وقد كشف النقاب عن هذه الاستراتيجيه تقرير لمستشار حكومي في العام الماضي، و كشف ذلك عن انقسام داخل الأسرة الحاكمة ال خليفة بين جناحين، احدهما يؤمن بالمصالحة مع المحرومين الشيعة الذين يشكلون اغلبية المواطنين، وجناح آخر يرى ضرورة قمع التطلعات الشيعية، حتى لو كان ذلك يعني دعم جماعات سنية تستلهم ايديولوجيات مشابهة لاسامة بن لادن.
وقال مسؤول حكومي وهو من الاسرة المالكة "ليس هناك من شك ان لدينا داخل الاسرة اتجاه متشدد، ولكن هناك ايضا المعتدلين الذين يؤمنون بأن التماسك بين المواطنين هو السبيل للمضي قدما". وقال المسؤول انه يعتبر نفسه من المعتدلين ، وطلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسيه الموضوع.
اعضاء العائلة المالكة لايظهرون خلافاتهم امام الجمهور، ويقول المحللون انه نادرا ما تناقش الخلافات داخل الاسرة، لكن البحرين صغيرة ، وغنية بالنفط، وسكانها يبلغ عددهم 750،000 شخص ويتواجد فيها الاسطول الاميركي الخامس، ومع كل ذلك فان وضعها متعثر بسبب التوتر الطائفي الذي يتأثر بما يجري في منطقة الشرق الاوسط، اذ ينظر االشيعة الى خارج البحرين، وبعضهم يتأثر بالصلات الدينية والثقافية مع إيران، بينما ينظر السنة المهيمنين على السلطة ويتأثرون بالسعودية. التزاوج بين الطائفتين أصبح نادرا، والشيعة والسنة لديهم أسماء مختلفة ويتكلمون لهجات عربية مختلفة.
ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة ، 37 عاما، خريج الجامعة الاميركية في واشنطن وجامعة كامبردج في انكلترا يقود جناح المعتدلين، الذين ركزوا على ايجاد فرص عمل لشباب البحرين باعتبارها أفضل وسيلة لدرء التوترات الطائفية، بينما يقود وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن احمد ال خليفة المتشددين. ولايعرف أحد ايهما يؤيد الملك حمد بن عيسى ال خليفة ، الذي يمسك بيده السلطة النهائية.
وقال احد المحللين، طلب عدم ذكر اسمه، "وزير الديوان الملكي يدعم السنة المتشددين وهم يدعمونه، وهي لعبة شديدة الخطوره لانهم يسيرون في طريق زلق" .
ان السنة المتطلرفين في البحرين يعتبرون اقل حدة بالنظر الى غيرهم من المقاتلين في فى العراق ولبنان وأفغانستان، وهو امر تقره حتى المعارضة. وقال احد متشددي السنة انه يرحب بوجود القوات العسكرية الامريكية والبريطانية في البحرين اذا كان ذلك سيحد من النفوذ الايراني في الخليج.
مع ذلك فان العلمانيين والشيعة البحرينيين اصيبوا بالذعر ازاء نمو الاصولية السنية، المتمثلة بالشخصيات المتحالفة مع الاخوان المسلمين او الجماعات الاكثر تطرفا، والذين اصبحت لهم اليد الطولى في وزارات الاعلام والمالية واجزاء كبيرة من العسكريين. وتقول جماعات حقوق الانسان ومنتقدي الحكومة ان المؤسسات المالية والخيرية الاسلامية الغنية قد نمت مع عودة الاموال العربية من الولايات المتحدة واوروبا بعد تزايد الاحداث عقب 11 سبتمبر، وتدفق المال من الغرب الى الخليج. وأعطت المؤسسات الخيريه الاسلامية قوة للجماعات السياسية السنية المتشددة ، مع تشجيع الحكومة.
وقد شبه بعض النقاد مايجري في البحرين بما جرى مع الجماعات السنية التي حصلت على دعم الولايات المتحدة والسعودية في افغانستان خلال الثمانينات اثناء الاحتلال السوفياتي. وشبه ابراهسم شريف السيد، عضو جمعية العمل الوطني الديمقراطي ، وهي مجموعة معارضة علمانية، شبه الموضوع بانه "فرانكشتاين سعودي". وقال "ان مانراه هو نفس اللعبة التي حدثت من قبل، اذ يستعينون بالمتشددين ويعتقدون انهم يستطيعون السيطرة على الاسلاميين".
ويخش النقاد ان تتحول البحرين وهي بلد الاعتدال نسبيا الى معقل لرجال الدين الذين يمجدون الحرب المقدسة كما حدث في نماذج سابقة. الصحف المتأثرة بالاسلاميين زادت هجماتها القوية والمناهضة للامريكيين، ومثال ذلك اخبار الخليج التي تطلق لقب "شيخ" على اسامة بن لادن، وهذا اللقب عنوان للشرف.
وقد تمكن اثنين من الشخصيات السنية المثيرة للجدل في الولايات المتحدة من اللجوء الى البحرين والعمل فيها، وهما وجدي غنيم الذي كان يرأس مسجدا في "اورانج كاونتي" واشتبهت السلطات الامريكية بانه يلقي خطبا تدعم المنظمات الارهابية ، واعتقل في تشرين الثاني / نوفمبر 2004 للاشتباه في تجاوزه قانون التأشيرة الامريكى ؛ وصلاح سلطان ، الباحث الاسلامي. وقال احد الصحافيين الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام "كل اسبوع يظهر الشخصان على شاشة التلفزيون ليرشدوا للناس كيف يحصلون على النظافة الدينية والورع".
ظهرت المعلومات الاولى عن دعم الحكومة للمتطرفين السنة في تقرير أعدده مستشار الحكومة السابق صلاح البندر العام الماضي ، وفصل فيع الروابط بين مسؤولي النظام والمتشددين كجزء من خطة لسحق تطلعات الشيعة. و ازدادت خشية السنة من الغالبية الشيعية بعد الاحداث في العراق، حيث الشيعة امسكوا هناك بسلطة الحكم الذي كان في السابق بيد الاقلية السنية.
ومع ان البحرين مغمورة بالثروة، الا انها ليست محصنه ضد العنف الطائفي والسياسي. ويقول الشيعة انهم ظلوا لعقود ممنوعين من الحصول على أي شيء من ثروات البلاد والفرص، و المناطق الشيعية غرب العاصمة المنامة تميل الى الفقر وهي معطلة. وقد انتقد مراقبون مستقلون الحكومة بانتظام لانها قوات الامن مملوءة بالموظفين من غير البحرينيين من السنة. وقد انفجر الغضب والاستياء في السبعينات. وفى عام 1981 ، قامت مجموعة من البحرينين الشيعة ، يزعم انها كانت مدعومة من عناصر في ايران بمحاولة لقلب النظام الملكي. وحدثت مواجهات عنيفة بين الشيعة وقوات الامن في اواخر التسعينات، نتج عنه نفي رموز من الشيعة.
كثير من السنة يرون في الشيعة في البحرين بانهم طابور خامس لايران. وقال النائب السني الذي يوصف بانه متشدد، محمد خالد "السنة والشيعة جميعا في نفس القارب، ولكننا لن نسمح لأحد ان يقود القارب. ولن نقبل أي تدخل خارجي ، ليس من الامريكيين او الايرانيين".
الكثير من الشيعة في البحرين لديهم علاقات جيدة مع الحركات الشيعية المزدهرة في جميع انحاء الشرق الأوسط، والمنازل والسيارات الشيعية مزينة بملصقات للقائد اللبناني الشيعي الشيخ حسن نصر الله ؛ رجل الدين العراقى اية الله العظمى علي السيستاني ؛ والزعيم الاعلى الايرانى على خامنئى.
لقد اطلق الملك حمد خطة للمصالحة والاصلاح الديموقراطي عندما صعد الى العرش في عام 1999 ، لكن الكثيرين يقولون انها قد توقفت الان جزئيا بسبب مخاوف من ان اعطاء الشيعة حقوقا من شأنه ان يفتح الطريق امام استيلاء ايراني على الجزيرة، اذ كانت ايران تدعي السيادة اكثر من مرة في السابق.
المعتدلون في الحكومة، بمن فيهم ولي العهد، يقولون بان الاصلاح الديموقراطى والفرص الاقتصادية سوف تكون أكثر فعالية في اكتساب الشيعة وابعادهم عن التأثير الايراني. وقال المسئول المعتدل "المتشددون لم ينجحوا، انهم لم يحققوا سوى شيء واحد، اذ اصبح كثير من الناس ضدهم".

8.7.07

لهاث وراء الحياة.. وركون لـ عفطة العنز



هذه هي الدنيا.. ببساطة ولا أقل.. ليست أكثر من مجر ماء مالح آسن كلما شرب منه الضامئون ازدادوا عطشاً.. لا شئ يستطيع أن يشبع هذا اللهاث الحقير وراءها، مجرد عاهرة فاجرة لا تملك خلاً ولا صاحب
كثيرة مكدراتها، قليل ما يسعد فيها، والعجب كل العجب ممن يجري وراءها، كم تكسبنا شقاء وتعب ونصب، وفوق كل ذاك، لازلنا نلهث بأمل كريه بغية الحضوة بشئ من فتاتها
يالتعسها وبؤسها، كبرنا وكبرت آمالنا، وكبرت ذنوبنا والأخطاء، ولا أجمل من طفولة تشع براءة دون كدر
لازلت أتذكر.. حينما كانت أمي تحثنا للذهاب للمسجد لتعلم الصلاة، كم كانت سعيدة تلك اللحظات.. كانت أجمل ما مرت على ذاكرتي الخائنة، كنا صغاراً.. ولكن.. ملكنا قلوباً صفاء نافسنا بها نقاء الفرات.. مجرد أن نسمع صوت المؤذن الحاج محمد جعفر يحث سماعة المسجد لإعلان وقت الطاعة للمعبود، كانت أرواحنا مرحة بالكاد يمر ما يكدرها.. نركض أنا وأخي.. وخلفنا الشمس وقد أختفت وراء منزل الجيران..
نلف الحارة بيتاً بيتاً بسعادة غامرة، كلاً منا يحجز ركناً في المسجد لأداء صلاته، طاهرة أرواحنا.. لا تملك حقد ولا رجس ولا دنس، لابد وأن يمر ذاك الشعور الطاهر على أطفال اليوم، أتمنى ألف مرة لو أعيش لحظة من لحظاته، سأتلذذ به حتى الثمالة.. ولا شئ أروع
أتذكر جيداً ذلك الصبى العفيف.. لحظات مرت.. جل همي فيها أن لا يسبقني أحد في الطاعة.. يا إلهي.. مالذي جعل النفس هكذا... إلهي مالذي تغير... آآآه
جلست ذات مرة أبكي على قبر عمتي الطيبة.. كنت أملك 15 عاماً مليئة بالحكايات.. جلست أبكي بحرقة ليس حزناً على عمتي التي كنت فارقتها منذ شهرين.. لكن على تعاسة الدنيا وما احتوت.. لحظة لؤم من أحدهم تكفي لأن تجعلني أتنهد حتى الصباح.. أفكر كثيراً بمآلنا.. بما سيؤول له وضعنا.. كان الكبار حينها ينصحونني بعدم الغوص في تلك اللحظات لأنها حسب تعبيرهم أكبر من سني
لا أعلم.. لكني لم أملك إلا أن أعاند تلك الكذبة التي لم أصدقها يوماً.. لا شئ كبير.. ولا شئ أكبر من إرادة.. كنت أفهم الأمور وفق هذا التشخيص، إذ لن يكون شئ كبير طالما هناك من يركب الصعاب ويعتلونه..
جلست ذات ليلة كئيبة في المقبرة الموحشة حسب أهل القرية.. وحيداً.. والليل قارب على إنتصافه.. الناس تدثروا والصغار في آحلامهم.. إلا أنني كنت جالس بين قبرين عزيزين.. كنت أفكر بعمق كبير أعترف أنه كان أكبر مني.. ولكن لم أملك أن أتخلى عنه.. فكرت ليلتها بهدف الحياة.. ومصيرنا.. وحياتنا.. وما نملك أن نفعل وما يجب أن لا نفعل.. ساعتين كاملتين.. أكثر أو أقل بقليل.. قلبت منحى حياتي تماماً.. تكون لي شعور بعدها يرجف بدني بحق كلما يمر بي.. لا أستطيع وصفه.. ولكنه شعور أعتقدت أنه من الله!!-
لحضات عصيبة تمر علي كلما خالجني ذاك الشعور.. شئ من تعلق بالله وشئ لإنتهاء من الدنيا.. وزاوية لإستصغار الحياة.. وأخرى لتقزيم الآدميين وأنا منهم.. كلنا سواء لا شئ أكبر من شئ.. كلنا عيال الله.. بيد الله مآلنا وإليه المصير.. بيده دنيانا المحدودة.. الدنيا (الممر) ولا مستقر.. وماذا بعدها؟؟ لا نملك أنفسنا.. لا أحد يملك ذرة من جسمه.. جبناء ضعفاء.. جئنا من عدم ولو أراد الله لأحالنا لنسي منسيا
إذاً.. لماذا الغرور والظلم والإعتداد بالنفس.. لماذا الجحد والعصيان.. لماذا التمرد السلبي على أوامر المعبود.. لماذا ولماذا ولماذا؟؟ أسألة عصفت بذهني حينها وأحالتني لدمعة غزيرة بللت بها خداي الصغيران..
لم أستطع كتم الشعور الجميل والعذاب في آن واحد.. طلبت أحد الأساتذة يوماً.. جلست على عتبات قرب منزلهم أنتظره.. كنت للتوا خارجاً من المسجد.. حين رجع لمنزلهم ورآني جالساً أتاني يسألني مقصدي.. أردت أن أشرح له ما يخالجني ولكن دمعاتي لم تكتف بالنزول بل حولت صوتي لحشرجات لا تفهم.. ولو لم أبكي لا أعتقد أنني سأستطيع أن أشرح له..
وبعد السنون التي عقبت.. وبعد تجارب حلوة ومريرة في الحياة.. جلست مع مسؤولي بالعمل لأفاجأ بشدة انه يملك شعوراً مشابهاً.. وفي لحظة مصارحة على وقع رشفات شاي العامل سمير، كان يحدثني عما أسماه الحياة الزبالة.. وانتهاء لذائذ الدنيا.. لا لذة فيها والله لا لذة
كان يتحدث.. وكنت أتذكر كلام الأمير (عليه السلام)، (دنياكم هذه لا تساوي عندي عفطة عنز).. سلام الله على أبا الحسن.. دنيا بأبراجها المشيدة وبطواغيتها وفقراءها وكل ماتحمل لا تساوي لدى من عرف الله أن ترجع النز رجلها وتثير شئ من الرمال والغبرة..

12.6.07

دنيا مو (كجرة)،، نفر هو (كجرة)..!ـ

قاطع حديث (غفور) أثناء ما كان يحلقني رنين هاتفي، فرددت على المتصل لأفاجأ بإبن آدم يطلب مني طلباً لألبيه ولم تبق في الدنيا تحية إلا وألقاها علي،، ولما فرغ تمم تحاياه بباقة أخرى مودعا،، هذا ولم أعرف منه حتى أسمه
كان غفور يتكلم عن إحترام الناس للناس على أساس المصالح وفقط،، وإستشهد لي المسكين بحيل تحايل بها بعض معارفه الآسيويين وألقوه في فخوخ لم يتوقعها
.
لم أضن أن الهنود أيضاً يعانون من مرض إجتماعي مستشرٍ حديثاً إسمه المصالح
ذهب للحلاق صباح اليوم وعند جلوسي وحديث (غفور) الهندي ذا القلب الطيب لي،، لاحظت عليه أنه يود بشدة أن يشكوا همومه
ولكثرة ضغط ضميري الحقير علي،، كالعادة أصبحت لا أملك إلا أن أوجد له مدخلاً ليشكوا همومه دون أن يحس بأية إحراجات
وفعلاً بدأ غفور يتكلم عن مرارة هذا الزمن وكأنه يتحدث لصديق قديم،، لا أعلم هل يملك غفور صداقات أم بات كمثل بني البشر لا يملكون إلا صداقات المصالح،،
,
كنت أقول له (إيه يغفور,, دنيا كجرة ألحين,, مافيها فايدة) فكان يصحح معلوماتي ويرد (دنيا مو كجرة,, نفر في دنيا هو كجرة) وعلى بساطة الآسيويين التي أعشقها من الطيبين منهم’ كان غفور يعدد علي نعم الله على الإنسان ويستعظمها ذاكراً صنوف الطعام والخضار،، كانت تلك الأصناف كفيلة بأن يشكر غفور نعمة الله لأن ما رآه في بلاده الفقيرة يجعله يغفو ويصحو على الحمد والشكر،، ولكن لؤم الآدميين يجعلهم لا يشكرون ولا يتنعمون في نعم الله، وكلما أعطاهم الله حمدوا غيره
.
لعن الله هذا الزمن ومحبيه, فوالله لم يجلب للناس سوى المصاعب والمتاعب,, وكل يوم يمر يتنفس فيها الطيبون ألف هم وغم,,
لعن الله الزمن,, غدره كان ومازال يضن أنه الأذكى والطيبون هم الحمقى,, ولم يعلم أن الطيبون أصحاب ذمة فليس الغدر بأقوى منهم ولكن ضمائرهم حية
,
ليت الناس يتأسون بإسم الحلاق (غفور) فهو إسم لو ملك الناس ربع معناه لتنعموا بنعيم الجنان

8.6.07

Poverty in Bahrain on CNN !

تقرير الفقر في البحرين.. والصراخ على قدر الألم

نجاح أي عمل يمكن إثباته من ردات الفعل الذي يخلفها.. وتقرير قناة (سي إن إن) للمخرجة هالة قوراني عن الفقر في البحرين خلف ضجة على المستوى الرسمي غير متوقعة.. إذ يخبر أحد الوزراء أن رئيسه خليفة بن سلمان إشتاط غضباً لا طبيعي في جلسة مجلس الوزراء المعتادة التي تلت بث الفيلم في القناة.. وراح يزعق ويرعد ويوعد.. والمأساة أن أثنين من وزراءه كانوا مشاركين بحماقة في مقابلات الفيلم ولو علموا لما فعلوا.
.
وأخذ رئيس الوزراء في التهديد والوعيد وكأن الكلمة التي ألقاها الشاب في الفيلم بقوله أن (وجود رئيس الوزراء هو سبب التعس) كأنها ضربت في أعماق أعماق قلب هذا الرئيس.. فتناسى الحكمة التي لم يعرفها وتسارع للتهديد في مجلسه التالي لجلسة الوزراء التي يستقبل فيه مجموعة من المتفق معهم وتتكرر وجوههم كل لقاء.
بعد يوم واحد كانت عناوين الصحف المحلية تنفرش بـ(سنستطيع السيطرة) و(سنضرب) من يشوه الإنجازات، وإنجازاته تلك ليست سوى ترقيعات جانبيه لا ترقى لأبسط طموح.
.
اللافت في ردات فعل ذلك التقرير أن صحيفتي الوطن وأخبار الخليج التابعتان لرئيس الوزراء أنهما واجهتا معدي التقرير ومخرجيه بالهجوم السريع في حالة تسجل لتلك الصحيفتين تثبت مدى مهنيتهما وقدرتهما على التكيف مع الرأي الآخر.. ولا أدري هل تريد صحيفة أخبار الخليج وتحديداً أنور عبدالرحمن من معدة الفيلم التطبيل والتطبيل اللانهائي لما أسماها (إنجازات) لسيده وربه رئيس الوزراء تشكلت على هيئة جوائز شك الجميع في كفائته لحصوله عليها.
.
لا يرتجى من الصحيفتين خيراً فأتعس مالدى العالم أفضل منهما، ولكن حين يأتي عبدالرحمن لينصح المعدة (الأجنبية) التي لا تعلم عن طائفية البحرين ومدى تقبل الإعلام فيها للصراحة أي شي، وأتت بمهنية تامة بدون مجاملاً وأعدت الفيلم بطريقة حيادية تامة لا تأمل من رئيس وزراء شيك بعدها ولا إمتيازات.. وليست هي شيعية لتصور التمييز في المسكن والمعيشة كما تتصور صحيفة العفن

ذات هم... وذات لذة


الحديث عن اللاملل والإستمتاع بالوقت صار شبيه بأمنيات تخالج خواطر أغلب الشباب، ماذا حل بالدنيا ياترى لتصبح كئيبة وشاحبة لهذه الدرجة.. ظلام دامس وخراب تتوزع أقدامنا بين فتاته تجنباً لملامسة أي قذارة.

.

هل تغير العالم.. هل تغيرت الدنيا.. الجواب لا.. إذا لماذا كل هذا الإكتئاب الطاغي على وجوه أغلب الآدميين، ذات ليلة جرتني قدماي المذنبتين اللتان دائماً ما تحملني المتاعب إلى ساحل الهموم والغموم (أبو صبح)، تصفحت وجوه المعارف هناك فلم أجد فيهم ضاحكاً ولا مبتسماً.

.

ربما لازم الضجر ذلك الساحل فأصبح والهم رديفان، ولكن لنتقل لأي مكان آخر... سأقسم حينها أن الإبتسامات ماهي إلا مجاملات بشرية كاذبة إما يريد أصحابها ملاطفة الآخر أو التناسي عن الهموم.

.

هل خلت الدنيا من لحظات اللذة الحقيقية لكي تستبدل بساعات وسنوات المحنة والإكتئاب؟.. ذات لذة كنت مسئنساً منها لحد الجنون,, تمنيت أن أجد عمري كله مستمتعاً كما كنت حينها.. ولكنها سرعان ما انطف إنطقاءة خاطفة.

.

دعوة لعلماء النفس في البحرين وغيرهم لدراسة هذه الحالات، فوالله لا أجد بين العشرة إلا واحد متضاحكاً يحاول إيهام نفسه بالفرحة والسرور..

.

وربما احتجنا لنشر ثقافة الفرح لأنها غابت على مايبدوا من قواميس المواطنين المساكين لأسباب مجهولة ستعلن عنها الجهات الرسمية المعنية بعد أجل غير مسمى.

.

تحية مكتئب

6.5.07

مقصلة الإبداع.. من القاتل؟

تتالت ضربات القوم ذات اليمين وذات الشمال على شكل طعنات غارت في فخذ الإمام.. ونادى مجنونهم يامذل الثقافة!ـ
.
لا أضن أن الثقافة تتنزل أن تصل لساق فاجرة رفعتها أمام أكثر من 1000 متفرج لتعلن عن ثقافة الفرج والإبداع حسب مايدعون، ولعلهم في سكرتهم يتفاخرون بأن تكون حركات أرجل الفتاة وهي ممدة على رجل دون استحياء هي ابداع ومادونها حرب على إبداعهم..
.
محاولة خلط المفاهيم وتسمية الفجور بالإيمان وتسمية الحب والإبداع والثقافة الأصيلة التي تمتلكها حضارة البحرين وأوال، تسميتها بسفاسف التمثيل حيت يتراكب الرجل مع المرأة بحركات أيروسية تبعث على الإثارة، ولعل كل ذلك لا يقودنا الا لنبؤة بحق البحرين قالها نبي الرحمة محمد ص حين قال كيف بكم اذا انقلب المعروف منكراً، ولا نرى منكراً أكبر من فجور بني العرب على مسرح ربيع الثقافة.
.
ما أريد الوصول له أن الثقافة والإبداع أكبر من أن تقاس بمجرد رقصات متفسخة من الحياء، فمقصلة الثقافة لم ينصبها الا من سمى الثقافة بمثل تلك التفاهات، ولم يقتل الثقافة الا من سن سنة الفجور على مسارح شتائية تحت مسميات ربيعية باهتة.
.
أدعوا جميع اخواني الأعزاء ممن يرتادوا مساحتي الخضراء هذه أن يراجعوا مواقفهم التي عبروا عنها عند الربيع، فبعد الربيع صيف قاس لا يرحم جلد الآدميين ولا ميوعة أرجلهم وان كانت على أرجل الرجال!!ـ
.

29.4.07

البقية ساعة... وبعدها مشقة

بقيت ساعة واحدة ويتحول صاحب السمو بحراني متمرد إلى صحافي رسمياً بعد عناء طال أشهر

مهنة لا تروق للكثيرين.. ولكنها مهنة ممتعة تكشف عورات العابثين وصدق المخلصين