12.2.07

التمرد بصفته الحقيقية

التمرد بوصفه عامل نجاح حياتي يحتاج إلى إدراك فهمي وفكري وخاطري وإيديلوجي و كل مصطلحات "المثقفين" التي لم أتمكن من حفظها جميعاَ.. فهذا العامل إن جردت نفسك من كل أوهامك وخواطرك قبيحة كانت لا، فإنك ستتعرف على خطة حياتية تحول الفحم إلى ذهب.ربما بالغت قليلاً.. لكن.. كنت أسمع عن هذا المصطلح -ولازلت- كونه شبيه لإمرأة عاقر وفاجرة كلما أخلصت معها كانت النتيجة ضدك، قلت فلأجرب الإخلاص... !ـ
.
لم أرى أن الإمام الخميني "قده" كان بعظمة ثورته وفكره غير متمرد قاده تمرده على إطاحة أكبر نظام دكتاتوري، حتى على مستوى دوره الحوزوي مثلاً، كان الإمام أول المتمردين على الفكرة القائلة بأن "الفلسفة نجاسة" وكل من يعلمها أو يتعلمها أو يثبت تورطه بالتعاطي معها فهو فاجر مرتد كافر مشرك مستخف بالدين وعلومه.بعد أن شرع الإمام منهج التعاطي مع الفلسفة كونها مطلب ديني ودنيوي لا مناص منه في حلقات الحوزة في قم، وصل الأمر ببعض التلامذة وحتى المدرسين بمقاطعته، وذهبوا لأكثر من ذلك حينما كان كأس الماء الذي يشرب منه يكسر أو يرمى لأنه تنجس بنجاسة الفلسفة التي تعاطى معها الإمام -حاشاه عن النجاسة- هذا التمرد جعل اليوم من مدرسة الفلسفة وفق الرؤى الإسلامية مدرسة رائدة تشكل أبلغ المدارس وأعمقها في هذا المجال ـ
.
تمرد الإمام بعدها على النظام الديكتاتوري الشاهنشاهي، وتمرد على الرأي الجبان القائل بأن الخروج بثورة غير مجدٍ ولا نافع، حتى أن بعض الفقهاء أفتوا حينها بعدم جواز الخروج بثورة، ومقاطعة الإمام، وأرسل بعض العلماء للإمام أن إرجع عن أمرك "المتمرد" هذا لأنه –وفق تشخيصهم- سيسئ للمذهب والدين وسيفقد الإسلام أكثر مما سيعطيه، ولو كان غير الإمام في هذا الموقف لتراجع من أول لحظة، وأنى له ذلك وهو مؤسس مدرسة "المتمردين"..!ـ
.
إذا فالإمام "قده" قاد حركة تمرد متعددة وواسعة ضد أطراف عده، ولم يتجاوز في تمرده نفسه التي تمرد عليها وأعلن لها العصيان التام ووصل لما وصل وهو تارك لهواه..ـ
.
بعد كل هذا، لا يُـنكر وجود تمرد سلبي يعيشه بعض الأفراد بعقيدة تتنكر للدين وربما للدنيا، فوبال أمر أؤلائك إلى خسران مبين ـ
.
عيشوا التمرد بمعناه الحقيقي، صدقوني سترون أن الحياة بصعوبتها إجبارها على "قبض الجمر"، وبما يخفي من بلايا وأسرار، ستكون ممتعة مسلية ولكن ليست تسلية على طريقة التعامل مع "السهل" وتجبن "الصعوبة".. بل هي تسلية "صعبة" تعطي متعة في النجاح وتجريب الهمة وإعمال الإرداة..!

تقبلوا دعوة للتمرد

No comments: